| غاصب المختار |

لم يصدر أي تعليق سعودي رسمي على دعوة الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم للمملكة لفتح صفحة جديدة في العلاقة مع المقاومة، أساسها الحوار حول بنود اعتبرها الشيخ نعيم مدخلاً صالحاً لمعالجة الخلافات بين الطرفين، وإنطلاقاً من طمأنة السعودية بأن سلاح المقاومة لا يستهدف سوى العدو الإسرائيلي، وليس لبنان أو اي جهة اخرى في العالم. في حين أن كلام الأمين العام استفز بعض القوى السياسية المحلية من دون داع، وردت عليه بمواقف لا تطال جوهر موقف الحزب من تصحيح العلاقة مع المملكة، مع أن تصحيح العلاقة مع العرب كان يدعو إليها المعترضون على كلام الشيخ نعيم قاسم الآن!

أما وقد قال الشيخ قاسم ما قاله، يفترض انتظار ترجمة هذا الموقف عملياً من الجهتين: من الحزب، هل يبادر إلى خطوة أخرى عملية. أومن المملكة، إذا كانت راغبة فعلاً بتصحيح العلاقة. ولعل وجود الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان في بيروت، وتواصله مع الرئيس نبيه بري، يُسرّع في إزالة الغموض والتساؤلات، وفي تلقف رسالة الحزب الإيجابية من المملكة… وفي لبنان لا يمكن أن يبقى السرّ أو الخبر مكتوماً لفترة طويلة.

ميزة موقف الحزب من السعودية أنه رسالة لكل الدول العربية، لا سيما الخليجية التي اتخذت مواقف سلبية منه منذ سنوات، وأنه جاء في ظرف إقليمي خطيرجداً بسبب عدوانية الكيان الإسرائيلي التي أشعلت المنطقة العربية من شرقها إلى غربها بالحروب والمجازر، ولم توفر في عدوانها لا الخصم ولا المفترض أنه صديق إن لم يكن حليفاً، فلم توفر دولة قطر التي لعبت ـ مع مصرـ دوراً كبيراً في تحقيق بعض المطالب الاسرائيلية المتعلقة بإطلاق سراح العديد من الأسرى لدى حركة “حماس”، وتحقيق “استراحات قتالية” لجيش الاحتلال الذي اتعبته الحروب إلى درجة الاقتراب من الانهيار لولا الدعم الأميركي غير المحدود. حتى أن كيان الاحتلال هدد دولاً أخرى مثل تركيا وغيرها.

ومن ميزات موقف الحزب أيضاً، أنه قرأ العدوان الاسرائيلي على قطر على أنه مصداقٌ لمواقفه السابقة منذ سنوات، بأن العدو الاسرائيلي لا ولن يستثني أي بلد عربي لا ينخرط في مشروعه، أو يقدم الدعم أو التسهيلات للمقاومة في فلسطين بشكل خاص.

على هذا، قدم الحزب اقتراحه بفتح صفحة جديدة مع السعودية، على أمل أن تقرأ المملكة في كتاب تاريخ الحروب والاعتداءات والاغتيالات الاسرائيلية ضد الدول العربية، منذ نكبة فلسطين عام 1948 وحتى اليوم.