مقالات في الناقورة: إجتماع “بلا قرارات”.. والجيش اللبناني “مستاء”! بواسطة: admin September 22, 2025 3:16 am لا توجد تعليقات مدة القراءة: 1 دقائق شارك المقال: المدن | جاسينت عنتر كان الاجتماع “مقبولاً”. بهذه العبارة وصف مصدر عسكري مطّلع لـ”المدن” أجواء لقاء لجنة الإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار(الميكانزيم)، الذي عُقد اليوم في رأس الناقورة، معززاً بحصانة أميركية، للمرة الثانية على التوالي، بحضور الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس. وكلمة “مقبول” تعني أنّه لم يكن إيجابياً، وهذا ما يعبر عن عدم ارتياح الجانب اللبناني لما خلص إليه اجتماع الميكانزيم، خصوصاً أن ما سبق لقاء الأحد قد يفسّر أجواءه. غارات إسرائيلية، إنذارات وتصعيد يعبّر عن عدم هضم إسرائيل للرغبة الأميركية بإعادة تفعيل دور الميكانزيم. اجتماع مطوّل.. و”مقبول”فبعد أسبوعين على اللقاء الأخير، عقد الاجتماع الخماسي الأمني واستمرّ لقرابة الساعتين من الوقت. لم تتخلّله جولات ميدانية أو طلعات استطلاعية، في حين عرض الجيش اللبناني أمام اللجنة للتقدّم الذي حققه في الأسبوعين الماضيين، كما شجب الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على لبنان، التي تعيق عمل الميكانزيم. في المقابل، الموقف الإسرائيلي لم يكن واضحاً، خصوصاً أن “الاجتماع تركّز على الشرح والتفسير، ولم يكن بهدف اتخاذ القرارات” وفق ما أفادت مصادر عسكرية لـ”المدن”. بالتوازي مع ذلك، أوضح الجيش أمام الأعضاء، ما عدا الإسرائيلي، الخطوات المقبلة من المرحلة الأولى لخطة الجيش، كما شرح حاجات لبنان من معدّات ومستلزمات عسكرية لاستكمال مهامه، تبعاً لما أفادت به مصادر مطلعة على اللقاء لـ”المدن”، التي أشارت إلى أن “التركيز في الاجتماع كان على إيضاح تفاصيل المرحلة الأولى لسحب السلاح من قطاع جنوب الليطاني، وعرض الإنجازات بما هي متابعة لعمل الميكانزيم. خصوصاً أن المرحلة تتضمّن مهلة حتى نهاية العام الحالي، والجيش اللبناني يواجه الكثير من التحدّيات والصعوبات بغياب الدعم المالي والعسكري”. أمّا الأجواء التي تُرجمت بـ”المقبولة” بالنسبة للجانب اللبناني، سببها التصعيد الذي سبق اللقاء، خصوصاً أنّ الجيش “كان مستاءً” وفق المصادر العسكرية، علماً بأن خطّة الجيش تتركّز على ضرورة الالتزام الإسرائيلي باتفاق وقف إطلاق النار، وإسرائيل لا تلتزم به، وهذا ما يعوق عمل الجيش. ميدانياً.. بين عمل الجيش والغاراتولساعات، خفتت الغارات الإسرائيلية على جنوب تزامنا مع اجتماع الناقورة، لكنّ عمل الجيش في قطاع جنوب الليطاني طيلة الأشهر الماضية “لم يخفت”. تفكيك مخازن، تفجير ذخائر، مصادرة أسلحة، وغيرها من المهام كان قد بدأها الجيش اللبناني منذ إبرام اتفاق وقف إطلاق النار في العام 2024، وهو مستمرّ، وعلى نحوٍ أدقّ. لكنّ الغارات الإسرائيلية تعيق المسار وفق ما شرحت مصادر عسكرية لـ”المدن”. ويشكل قطاع جنوب الليطاني المرحلة الأهم، لكنّ العمل الميداني يتطلّب الكثير من الوقت والجهد والمعدّات التي لا يملكها حالياً الجيش، مما يؤخّر عمله، وقد يعيق التزامه بالمهلة المحدّدة. وأضافت المصادر بأنّ “الجيش يحتاج إلى مساعدة فعلية بالعتيد والعتاد”. علماً بأن عدد الجنود المنتشرين في قطاع جنوب الليطاني وصل إلى 10 آلاف، لكنّ مهام سحب السلاح من اختصاص فريق الهندسة في الجيش، وعدده محدود. وأكّدت المصادر العسكرية أن 60 إلى 70 بالمئة فقط من المخازن في جنوب الليطاني سلّمت للجيش اللبناني، والقسم الآخر جاري العمل عليه. لكنّ المعوّقات التي تحيط بعمل الجيش تؤخّر تحقيق الأهداف. وأضافت المصادر “عامل الوقت ليس من مصلحة الجيش، فاقتراب فصل الشتاء وهطول الأمطار قد يؤخّر عمل فريق الهندسة أيضاً”. الوسيط الأميركي مهتمّ بالميكانزيم؟الاجتماعات الحضورية للجنة الإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار، والمتابعة المباشرة من قبل أورتاغوس، التي ستغادر لبنان بعد أن حطت فيه لساعات قادمة من فرانكفورت، إلى نيويورك، يعبّران عن الرغبة الأميركية بالمضي بهذا الاتفاق، إلى حين التخلص من سلاح حزب الله جنوب الليطاني. خصوصاً أنّ الموفدة الأميركية وصلت إلى بيروت عند الرابعة والنصف من بعد ظهر السبت، خصيصاً للإشراف على اللقاء، وتغادر عند الرابعة من بعد ظهر الأحد، ومن المتوقّع أن يكون هناك محطات دائمة لأورتاغوس في لبنان وفق معلومات “المدن”. الاهتمام الأميركي بات واضحاً بتفعيل دور الجيش اللبناني، وهذا ما عبّرت عنه أيضاً على نحوٍ واضح السفيرة الأميركية ليزا جونسون، في الغذاء الوداعي لسفراء اللجنة الخماسية، الذي عقد في السفارة الأميركية في عوكر، وفق ما أفادت مصادر دبلوماسية لـ”المدن”. لكنَّ هذا الترحيب والإيجابية الأميركية يرافقه ضغط كبير على الجيش اللبناني – يفوق قدرته- من دون أن يترجم بمساعدات عسكرية، سوى المساعدة التي وافق عليها البنتاغون بقيمة 14.2 مليون دولار. وبانتظار اتّضاح مفاعيل اجتماع الميكانزيم، فالمؤكَّد أنّ تغيّرات قد تطرأ على الاجتماع المقبل؛ إذ تفيد معلومات “المدن” أنّ رئيس لجنة وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي الجديد، سيستلم مهامه نهاية شهر أيلول. admin كاتب في Online News LB