اقتصاد أسعار البن في لبنان.. بين الجودة وتقلّبات السوق! بواسطة: admin September 17, 2025 11:47 am لا توجد تعليقات مدة القراءة: 1 دقائق شارك المقال: مارينا عندس ــ الديار لا تُعتبر القهوة بالنسبة لللبنانيين مجرد مشروب، بل هي طقس يومي غالبًا ما تبدأ به الحكايات وتنتهي بالعبر إمّا بالمزاح أو الذكريات.تبدأ القصة غالبًا بجملة بسيطة: “منشرب قهوة؟”، لكنها ليست دعوة عابرة، بل بوابة لجلسة قد تمتدّ لساعات، يتخلّلها حديث عن كل شيء: من هموم الوطن إلى آخر الأخبار، من الذكريات القديمة إلى نكتة تُقال على الهامش.جلسة القهوة في لبنان لا تحتاج إلى موعد. قد تكون على شرفة بيت، في مقهى شعبي، أو حتى على عتبة محل صغير. المهم أنّ هناك فنجانًا دافئًا، ورفقة تعرف تمامًا كيف تُحوّل أبسط اللحظات إلى لحظة عيشٍ حقيقي. فالقهوة هناك لا تُشرب فقط، بل تُشارك.لذلك، يُعتبر البن جزءًا أساسيًا من الثقافة اليومية في لبنان، إذ لا يكاد يخلو بيت لبناني من رائحة القهوة، سواء كانت “القهوة العربية” أو “الإسبريسو” أو حتى “النسكافيه”. إلّا أنّ أسعار البن شهدت في السنوات الأخيرة تقلبات ملحوظة، متأثرة بعدة عوامل اقتصادية محلية وعالمية. فكيف نصف واقع أسعار البن في لبنان اليوم، وأسباب ارتفاعها، وكيف يتأقلم اللبنانيون مع هذه التغييرات؟الأسعار الحالية للبن في لبنانتختلف أسعار البن في لبنان حسب نوعه ومصدره، إلّا أنّ الأسعار بشكل عام تتراوح تقريبًا كما يلي:بن برازيلي مطحون (النوع العادي): يتراوح بين 300,000 و 450,000 ليرة لبنانية للكيلوغرام.بن كولومبي أو إثيوبي فاخر: قد يصل إلى 600,000 – 900,000 ليرة للكيلوغرام، حسب الجودة.خلطات القهوة العربية (مع هال): تزداد تكلفة الكيلو بنسبة 10-20% عن البن العادي.القهوة سريعة التحضير (نسكافيه أو بدائلها): يتراوح سعر العبوة (100 غرام) بين 200,000 و400,000 ليرة، حسب العلامة التجارية.العوامل المؤثرة في أسعار البنأولًا، ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، فمعظم البن مستورد، وبالتالي فإن أي تقلب في سعر صرف الدولار ينعكس مباشرة على سعر البن في السوق المحلية.ثانيًا، تكاليف النقل والشحن العالمية. ارتفعت أسعار الشحن منذ جائحة كورونا، وزادت بفعل الأزمات الإقليمية، مما أثّر على أسعار المواد المستوردة، بما في ذلك البن.ثالثًا، الطلب المحلي مقابل القدرة الشرائية، فعلى الرغم من الأزمة الاقتصادية، لا يزال الطلب على القهوة قويًا نسبيًا، خاصة في المقاهي والمطاعم، ما يُبقي الأسعار مرتفعة.كيف يتأقلم اللبنانيون؟يلجأ البعض إلى شراء ربع كيلو أو حتى 100 غرام فقط، ليدّخروا القليل من هذا المصروف، وبالتالي “جلسة تعو نشرب قهوة خفّت”، أو يتوجهون إلى أنواع أرخص أو خلط البن مثل خلط البن العربي بالبرازيلّي لتقليل الكلفة.التحول إلى بدائل محلية أو مستحضرات منزلية: مثل تحضير القهوة بطرق أبسط أو الاعتماد على البن المطحون منزليًا.لذلك، ورغم الظروف الاقتصادية الصعبة، يبقى فنجان القهوة رمزًا يوميًا للراحة وللحديث في حياة اللبنانيين. ومع استمرار التقلّبات في الأسعار، تبقى الحاجة ملحّة إلى إيجاد حلول تدعم المستهلك وتخفف عبء الاستيراد، سواء عبر الإنتاج المحلي أو دعم البدائل المناسبة. هل لا تزال القهوة تحسن مزاج اللبنانيينأثبتت دراسة أجرتها جامعة هارفارد ومستشفى “بريغهام النسائي” أنه كلما ازدادت كمّية ما تستهلكه السيدة من كافيين يوميًا قلّت احتمالات إصابتها بالاكتئاب. كما وقد حلّل الباحثون بيانات تم تجميعها من عيّنة الدراسة شملت 51 ألف امرأة من غير المصابات بالاكتئاب. ورصد الباحثون آنذاك عدد السيدات اللّواتي عانين من الاكتئاب بعد مرور عشر سنوات آخذين في الاعتبار كمّية الكافيين التي يتناولنها. واكتشف الباحثون أنّ هناك علاقة عكسيّة بين كمية الكافيين والمزاج. فكلما زادت كمية الكافيين التي تناولتها قلت احتمالات إصابتها بالاكتئاب.لكنّ اليوم الموضوع بات مختلفًا في لبنان لأنّ القهوة باتت عبئًا على محدودي الدّخل.القهوة من الحاجياتوفي حديثه للدّيار، يقول أحد أصحاب المحامص الكبيرة في بيروت، إنّ “القهوة لم تعد من الكماليّات بل من الحاجيّات لأنّ النّاس باتت بحاجةٍ أكبر لشرب القهوة في المنزل مع الأقارب والزملاء باعتبارها أوفر بكثير من المطاعم والقهاوي. لذلك على الرّغم من ارتفاع سعر القهوة لكنّ الطلّب عليها ازداد.ويضيف: “نحن كاختصاصيي بن وقهوة نقول ونؤكّد أنّ القهوة مطلوبة دائمًا في جلسات الأفراح والأحزان وكلّما ازدادت المشاكل والأزمات كلّما شربت النّاس القهوة أكثر. أمّا عن الصّعوبات التي تواجهها شركات البنّ في لبنان فأكّد أنّنا “مررنا بصعوباتٍ عديدةٍ سيّما خلال الحروبات لذلك ارتفعت الأسعار قليلًا. ولكن الصّعوبة الوحيدة التي يمكن أن نواجهها حاليًا هي عندما يرتفع وينخفض سعر البنّ بطريقةٍ سريعةٍ من دون أيّ انذارٍ وهذا ما يمكن أن يؤثّر علينا إمّا سلبًا أو ايجابًا”.وعن سؤال ما اذا ستحتكر شركات البنّ السّوق وترفع أسعارها بطريقةٍ غير منصفةٍ أجاب: “لا أعتقد أنّنا سنصل إلى هذه المرحلة وهذا ما لاحظناه في الفترات السّابقة باستثناء الحالة الأمنيّة التي تمنع الشّركات أن تؤمّن البنّ من الخارج أو أن تستغل مثلًا محمصةٍ ما الوضع الأمني وتأمين منتاجتها من الخارج في هذه المرحلة يمكنها الاحتكار ولكن لا أتوقّع أنها ستحدث وأتمنى ذلك”. admin كاتب في Online News LB